الكاتب الصحفي محمد البهنساوي
الكاتب الصحفي محمد البهنساوي


كلام * السياحة

محمد البهنساوي يكتب : مؤشر خطر الماني ، صح النوم يا سياحة !!

محمد البهنساوي

السبت، 20 أغسطس 2022 - 07:16 م

توقفت كثيرا امام تقرير نشرته مؤخرا مؤسسة Air Plus International الأوروبية المتخصصة في الحجز والسداد الإلكتروني، التقرير يتحدث عن توجهات السائحين الألمان الفترة المقبلة ، ومن خلال متابعتنا للقطاع السياحي لسنوات عديدة استشعرت خطرا محدقا بالسياحة المصرية من هذا التقرير الذي يثير عدة علامات إستفهام حول جهات وشخصيات سياحية عديدة والجهد الذي يقال انه يتم بذله بالأسواق الخارجية.

دعونا اولا نعرض ما لفت نظرنا بالتقرير الذي تحدث عن زيادة معدل شراء السائحين الألمان تذاكر درجة أعلى هذا العام والعام المقبل اكثر من عام 2019، على الرغم من تأثير جائحة كورونا . وأكد التقرير، الذي نشره موقع المجلس العالمي للسياحة، أنه تلاحظ ارتفاع إقبال الألمان على السفر  في النصف الأول من عام 2022، و زادت مدة رحلاتهم الخارجية  بشكل كبير من متوسط ​​11.6 يومًا في عام 2019 إلى 14.5 يومًا في 2022 للرحلة الواحدة .

وقال التقرير ان الصين وروسيا كانتا في المرتبة الثانية والثالثة خلف الولايات المتحدة بالاسلوب المفضلة للسائحين الألمان عام 2019، بينما في عام 2022 حلت مكانهما الهند والمكسيك، ونأتي إلى النقطة الخطير اللي تهمنا حول الوجهات الدولية الرئيسية للالمان حيث كشف التقرير خروج مصر والشرق الاوسط من القائمة التي تصدرتها إسبانيا تليها المملكة المتحدة، بعدما كان البحر الأحمر من المدن المفضلة للألمان ، ومن النقاط المهمة ايضا تأكيده أنه بحلول عام 2024 من المتوقع أن يتجاوز السفر الخارجي من ألمانيا مستويات ما قبل كورونا مسجلاً حوالي 117.9 مليون سائح حول العالم

 

مكمن الخطر وعلامات الاستفهام

 

ولعل أهل الصناعة يدركون جيدا مناطق الخطورة في هذا الكلام ، فالألمان يعشقون مصر بشكل عام والغردقة على وجه الخصوص التي تعد مدينتهم المفضلة عالميا ، فلماذا هذا التغير ، ولن يخفف من هذا الخطر خروج الشرق الأوسط بأسره من دائرة اهتمام الألمان لأنه كما قلت الغردقة وحدها أهم المدن لديهم ناهيك عن مدن مصرية أخرى  ولن نسمح بمن يبرر ذلك بجائحة كورونا بدليل وجود الهند والمكسيك بل والصين على رأس القائمة المفضلة ، والادهي ان هناك عدد من كبار رجال الأعمال المصريين يمتلكون عدد من أكبر شركات منظمي الرحلات في ألمانيا وبعضهم شركاء بنسبة ليست صغيرة في تلك الشركات او وكلاء لهم بالمنطقة كلها ، اين هؤلاء جميعا ونحن نعلم قدرتهم وقوتهم في توجيه قرار السفر الألماني بشكل عام ؟! ان هذه النقطة علامة استفهام كبيرة

ولعل علامة الاستفهام الأكبر والاغرب والاعجب حول دور المكتب السياحي المصري في فرانكفورت ، ولولا انني اعلم ان المكتب لازال يعمل وهناك مدير مصري مسئول عنه لظننت انه تم غلقه بالضبة والمفتاح من فرط النوم في العسل الذي أصاب هذا المكتب ، واذا لم تكن هيئة تنشيط السياحة تدرك الموت الإكلينيكي الذي أصاب هذا المكتب فعلي وزير السياحة الجديد احمد عيسي البحث بنفسه عن الوضع بهذا المكتب وغيره ومراجعة أعمالهم بدقة

 

ما العمل ؟! 

الخطر الاكبر ان المانيا هي البوصلة التي توجه تحركات أوربا كلها في عدة ملفات خاصة السياحة ، الأمر يمكن تداركه بسهولة ، وحتى نستطيع ذلك يجب الاعتراف أن هناك أخطاء جسيمة لدينا ومنذ فترة أدت لهذا الموقف  ، ولن أدعي معرفتي بتفاصيل تلك الأخطاء فالأمر متروك للوزارة والقطاع لكن المهم أن نتحرك وسريعا جدا منعا لتفاقم المشكلة

المانيا يا سادة احد أهم الأسواق المصدرة للسياحة إلى مصر وكانت تحتل لسنوات المرتبة الاولي في أهم الأسواق ، وحتى في الوقت الذي توقفت الرحلات من دول عديدة استمر تدفق الألمان الذين نعرف مدى عشقهم الشديد لمصر وآثارها وشواطئها ، يجب أن نراجع ادواتنا التسويقية بهذا السوق المهم ونحدث بها نقلة نوعية كبرى ، بجانب ما ذكرناه من ضرورة مراجعة عمل مكتبنا السياحي هناك واحداث تغيير سريع فيه إذا لزم الأمر

كما يجب على الوزير احمد عيسي الدعوة وعلى وجه السرعة لاجتماع مع المستثمرين المصريين المؤثرين في قرار السفر الألماني وهو معروفين بالاسم  وبعضهم يمتلك او مشارك كما قلنا في شركات في المانيا ، اولا لمناقشتهم في كيفية تدارك هذا الأمر بأسرع الطرق وثانيا وهذا هو الاهم كيف يحدث هذا التراجع في ظل وجودهم وأين دورهم الوطني جميعا من دفع عجلة السياحة الألمانية ، فكما قلنا أن ألمانيا رغم اهميتها كسوق سياحي هو الاكبر في العالم  ، لكنها دولة رائدة تقود القرار في دول وأسواق عديدة فهل يتحقق ما نتمناه ، قولوا امين

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة